ظهر حزب المرجئة في البلاد السعودية نتيجة ردة فعل لظهور الخوارج أهل التكفير والتفجير
وهؤلاء المرجئة – للأسف- غالبهم من المعجبين بالمحدث العلامة ناصر الدين الألباني ،
ومن شدة إعجابهم به ، أصبحوا لا يعرفون العلم والدين إلا من طريقه ،
وحيث أنهم مجرد (صحفيين) يأخذون العلم من بطون الكتب لا من صدور الرجال ،
فقد أكبوا على كتب الشيخ الألباني ، و أكبوا على أشرطته التي هي في الغالب مجالس عامة
كان يجلسها الشيخ مع من يزوره من أحبابه في أوقات راحته ، أو أوقات أكله وشربه ،
أي أنها لم تكن في الغالب مجالساً علمية بحته ، كما أنها لم تكن مجالساً لشرح الكتب التأصيلية ،
وتدريس فنون العلم الشرعي
هذه المجالس التي كان بعضهم يحضرها مباشرة ، وبعضهم يكب على سماعها ،
لا يمكن أن يتخرج عليها طلاب علم مؤصلين ، وإنما يتخرج عليها ( متعالمون ) يتشبهون بأهل العلم ،
ويحفظون كثيراً من المعلومات في العلوم الشرعية ولكن لا يملكون التأصيل الشرعي الصحيح ،
وليس لديهم ملكة فقهية صحيحة ! هؤلاء المتعالمون لدى أكثرهم جلد كبير على البحث
والتنقيب في بطون الكتب ، ولكن ليست لديهم الملكة العلمية ، وليست لديهم الأصول الضرورية
لفهم كلام أهل العلم ، ولذا تكثر لديهم الشذوذات ، ويتعلقون كثيراً بالمشتبهات
ولما ظهر قرن الخوارج في هذا العصر ، وأعلنوا التكفير ، وقاموا بالقتل والتفجير ،
تصدى لهم أهل العلم ، وبينوا فساد منهجهم ، وضلال فكرهم ، وبينوا بطلان ما يتمسكون به
من شبه التكفير بغير حق .
لما حدث ذلك ، أراد هؤلاء المتعالمين المنتسبين للشيخ الألباني ، أن يشاركوا أهل العلم في واجبهم ،
وأن يدلوا بدلوهم في كشف زيف هذا الفكر التكفيري الضال ، فهرعوا لكتب وأشرطة الشيخ الألباني ،
وأخذوا يقصون منها ويلصقون ، ثم أرادوا أن يتكثروا بأسماء علماء آخرين ،
فبحثوا في أقوال ابن تيمية وغيره من العلماء ، واقتطعوا منها ما يظنون أنه يوافق مذهبهم في التكفير ،
فخرجوا منها بنتائج كانوا يظنون أنها نتائج عظيمة ، وأنهم بها سيستطيعون إغلاق باب التكفير نهائياً ،
وإسقاط الخوارج المارقين !
والحقيقة أن نتائجهم تلك لم تكن سوى ( فكر المرجئة ) القديم ، ولكن بلباس جديد ،
وتحت شعار جديد هو : المنهج السلفي وطاعة ولاة الأمور !
هذا الفكر الإرجائي الذي نشأ في الأردن عند من يتسمون كذباً بـ (طلاب الألباني) تسلل إلى بلادنا السعودية ،
حيث نقله لنا بعض شبابنا الذين كانوا يترددون على الشيخ الألباني ،
حيث تعرفوا هناك على الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي الذي استطاع أن يوثق علاقته بهم ،
ثم استطاع أن يغذيهم بفكره الإرجائي على أنه منهج السلف الصالح !
ومع مرور الوقت ، وانشغال العلماء بفتنة الخوارج زاد عدد هؤلاء المتأثرين بهذا الفكر الإرجائي ،
ونشط أصحابه في نشر فكرهم ، عن طريق نشر مؤلفاتهم المكتوبة وأشرطتهم المسموعة ،
وعن طريق اللقاءات الشبابية في الاستراحات ، بل وعن طريق بعض مكاتب الدعوة التي تولى إدارتها
بعض أعضائهم ، أو من كان يحسن الظن بهم !
كانت الأمور تسير في صالحهم تماماً إلى وقت قريب ، وكان مكرهم قد انطلى على الجميع ،
فالعلماء الكبار ، ومن تبعهم من الشباب السلفيين ظنوا أن هؤلاء من إخوانهم السلفيين ،
وكانوا يشكرون لهم دفاعهم عن هذه البلاد المباركة ،
ويشكرون لهم بيان خطأ وخطورة الجماعات المخالفة للمنهج السلفي.
وأما أتباع الجماعات الحزبية ، فقد ألحقوا هؤلاء المرجئة بأحد العلماء الأفاضل
وهو الشيخ محمد أمان الجامي فسموهم (كما يسمون غيرهم من أتباع المنهج السلفي) بالجامية ،
وما كان الشيخ الجامي مرجئاً ، بل كان على العقيدة السلفية في الإيمان ،
وما كان يرضى التعصب للألباني ولا لغيره ، بل كان يرد وبشدة على شذوذات الألباني وأخطائه ،
وكان يردد عبارته الشهيرة : (الألباني حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه )
ثم تنبه كبار العلماء لهذه الفرقة الخطيرة التي بدأت تنشر الإرجاء في السعودية ،
فحذروا منها ، وبينوا من هو قائدها ، وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء العديد من الفتاوى ،
تحذر من الإرجاء ، وتحذر من بعض كتب تلك الفرقة التي تحمل فكر الإرجاء
وفي هذه المدونة المباركة سنحاول أن نبين حقيقة هذه الفرقة الإرجائية الخطيرة ،
ونفضح مخططاتها وقادتها ، وبعض مولفاتها
أسأل الله العون والتسديد
أخوكم فتى سبيع
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق