الخميس، 5 نوفمبر 2009

كيف ظهر حزب المرجئة في البلاد السعودية


ظهر حزب المرجئة في البلاد السعودية نتيجة ردة فعل لظهور الخوارج أهل التكفير والتفجير

وهؤلاء المرجئة – للأسف- غالبهم من المعجبين بالمحدث العلامة ناصر الدين الألباني ،

ومن شدة إعجابهم به ، أصبحوا لا يعرفون العلم والدين إلا من طريقه ،

وحيث أنهم مجرد (صحفيين) يأخذون العلم من بطون الكتب لا من صدور الرجال ،

فقد أكبوا على كتب الشيخ الألباني ، و أكبوا على أشرطته التي هي في الغالب مجالس عامة

كان يجلسها الشيخ مع من يزوره من أحبابه في أوقات راحته ، أو أوقات أكله وشربه ،

أي أنها لم تكن في الغالب مجالساً علمية بحته ، كما أنها لم تكن مجالساً لشرح الكتب التأصيلية ،

وتدريس فنون العلم الشرعي

هذه المجالس التي كان بعضهم يحضرها مباشرة ، وبعضهم يكب على سماعها ،

لا يمكن أن يتخرج عليها طلاب علم مؤصلين ، وإنما يتخرج عليها ( متعالمون ) يتشبهون بأهل العلم ،

ويحفظون كثيراً من المعلومات في العلوم الشرعية ولكن لا يملكون التأصيل الشرعي الصحيح ،

وليس لديهم ملكة فقهية صحيحة ! هؤلاء المتعالمون لدى أكثرهم جلد كبير على البحث

والتنقيب في بطون الكتب ، ولكن ليست لديهم الملكة العلمية ، وليست لديهم الأصول الضرورية

لفهم كلام أهل العلم ، ولذا تكثر لديهم الشذوذات ، ويتعلقون كثيراً بالمشتبهات

ولما ظهر قرن الخوارج في هذا العصر ، وأعلنوا التكفير ، وقاموا بالقتل والتفجير ،

تصدى لهم أهل العلم ، وبينوا فساد منهجهم ، وضلال فكرهم ، وبينوا بطلان ما يتمسكون به

من شبه التكفير بغير حق .

لما حدث ذلك ، أراد هؤلاء المتعالمين المنتسبين للشيخ الألباني ، أن يشاركوا أهل العلم في واجبهم ،

وأن يدلوا بدلوهم في كشف زيف هذا الفكر التكفيري الضال ، فهرعوا لكتب وأشرطة الشيخ الألباني ،

وأخذوا يقصون منها ويلصقون ، ثم أرادوا أن يتكثروا بأسماء علماء آخرين ،

فبحثوا في أقوال ابن تيمية وغيره من العلماء ، واقتطعوا منها ما يظنون أنه يوافق مذهبهم في التكفير ،

فخرجوا منها بنتائج كانوا يظنون أنها نتائج عظيمة ، وأنهم بها سيستطيعون إغلاق باب التكفير نهائياً ،

وإسقاط الخوارج المارقين !

والحقيقة أن نتائجهم تلك لم تكن سوى ( فكر المرجئة ) القديم ، ولكن بلباس جديد ،

وتحت شعار جديد هو : المنهج السلفي وطاعة ولاة الأمور !

هذا الفكر الإرجائي الذي نشأ في الأردن عند من يتسمون كذباً بـ (طلاب الألباني) تسلل إلى بلادنا السعودية ،

حيث نقله لنا بعض شبابنا الذين كانوا يترددون على الشيخ الألباني ،

حيث تعرفوا هناك على الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي الذي استطاع أن يوثق علاقته بهم ،

ثم استطاع أن يغذيهم بفكره الإرجائي على أنه منهج السلف الصالح !

ومع مرور الوقت ، وانشغال العلماء بفتنة الخوارج زاد عدد هؤلاء المتأثرين بهذا الفكر الإرجائي ،

ونشط أصحابه في نشر فكرهم ، عن طريق نشر مؤلفاتهم المكتوبة وأشرطتهم المسموعة ،

وعن طريق اللقاءات الشبابية في الاستراحات ، بل وعن طريق بعض مكاتب الدعوة التي تولى إدارتها

بعض أعضائهم ، أو من كان يحسن الظن بهم !

كانت الأمور تسير في صالحهم تماماً إلى وقت قريب ، وكان مكرهم قد انطلى على الجميع ،

فالعلماء الكبار ، ومن تبعهم من الشباب السلفيين ظنوا أن هؤلاء من إخوانهم السلفيين ،

وكانوا يشكرون لهم دفاعهم عن هذه البلاد المباركة ،

ويشكرون لهم بيان خطأ وخطورة الجماعات المخالفة للمنهج السلفي.

وأما أتباع الجماعات الحزبية ، فقد ألحقوا هؤلاء المرجئة بأحد العلماء الأفاضل

وهو الشيخ محمد أمان الجامي فسموهم (كما يسمون غيرهم من أتباع المنهج السلفي) بالجامية ،

وما كان الشيخ الجامي مرجئاً ، بل كان على العقيدة السلفية في الإيمان ،

وما كان يرضى التعصب للألباني ولا لغيره ، بل كان يرد وبشدة على شذوذات الألباني وأخطائه ،

وكان يردد عبارته الشهيرة : (الألباني حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه )

ثم تنبه كبار العلماء لهذه الفرقة الخطيرة التي بدأت تنشر الإرجاء في السعودية ،

فحذروا منها ، وبينوا من هو قائدها ، وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء العديد من الفتاوى ،

تحذر من الإرجاء ، وتحذر من بعض كتب تلك الفرقة التي تحمل فكر الإرجاء

وفي هذه المدونة المباركة سنحاول أن نبين حقيقة هذه الفرقة الإرجائية الخطيرة ،

ونفضح مخططاتها وقادتها ، وبعض مولفاتها

أسأل الله العون والتسديد

أخوكم فتى سبيع

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق