الجمعة، 18 ديسمبر 2009

وأخيراً عرفت من هو الشيخ الريس

وأخيراً عرفت من هو الشيخ الريس ولله الحمد

كنت منذ عدة سنوات أسمع عن الشيخ عبدالعزيز الريس

وأنه من طلاب العلم السلفيين الأذكياء

أصحاب الحجة القوية ، والمنهج القويم

ثم تعرفت عليه وجالسته في العديد من الجلسات والزيارات

وكان الكلام في تلك المجالس يدور دائماً حول الحزبيين :

الإخوان المسلمون ، والتبليغ ،وسفر ، وسلمان ....إلخ

وربما عَرَضت بعض المسائل عن البدع أو المبتدعة

فكان الشيخ الريس يستشهد ببعض كلام ابن تيمية أو غيره

ويعزو إلى الكتاب والصفحة

وربما ذكر بعض الأحاديث برواتها ومن خرجها

فكان ذلك عندي قرينة على صدق ما أسمع عنه

ومر على ذلك زمن طويل

ثم حدثت أمور .. وأمور

وثارت بعض المسائل العلمية

مسائل تتعلق بالإيمان والإرجاء

ومسائل تتعلق بالتكفير والعذر بالجهل

فكثر الخوض فيها .. والجدال

وجرى بيني وبين بعض الإخوة حول ذلك ما جرى

وكنت أسمع منهم الغرائب والعجائب !

وربما ضحكت مما يقولون

فقلت لأحدهم مرةً وقد أورد إحدى المضحكات:

والله لا يقول هذا من شم رائحة العلم !!

فقال : بل قالها الشيخ الريس

فقلت في نفسي : لا يعقل أن يقولها الشيخ الريس

فلعل الناقل ما فهم !

أو لعله وهم !

ولكن تكررت أشياء .. وأشياء مثل ذلك

ثم قابلت الشيخ الريس .. وناقشته في بعض ذلك

فسمعت منه العجب العجاب !

أوردها سعد وسعد مشتمل !

ما هكذاااااااااااااا

ياسعد تورد الإبل !

والله لقد ذهلت .. بل صدمت

أيعقل هذا ؟؟!!

أهذا هو علم الشيخ الريس ؟!

كان الريس واثقاً من نفسه ، معجباً بها

فكان أثناء النقاش يحيلنا على كتبه !

فقد فصل فيها المسألة !!!

فدعاني ذلك إلى النظر في مؤلفات الشيخ الريس

وليتني ما فعلت !

أهكذا تفهم المسائل ؟!

أهكذا يكون الاستدلال بالنصوص؟!

أهكذا يكون التعامل مع أقوال الأئمة ؟!

أهكذا يكون الكلام في العلم ؟!

أهذا علم أم تحريف وتشويه للعلم ؟!

أهذا علم أم (قص ولصق) ؟!

بل أهكذا يكون القص واللصق ؟!!!

أيجوز أن يُقص كلام العالم ويُلصق في غير موضعه ؟!

بل أيجوز أن يقص كلام العالم ويستشهد به على ما يناقضه ؟!

فا عجب لبانيه يهدمه !!!!

أأنا في علم .. أم في حلم مزعج ؟

والله لا أكاد أصدق نفسي

بل فعلاً كذبت نفسي

وقلت لعل الخلل من عندي

فقررت أن أعرض بعض ما وقفت عليه من هذه العجائب

على بعض طلاب العلم

فهالهم ما هالني .. وساءهم ما ساءني !

وتباينت ردود أفعالهم :

فمنهم من قال : هذا دخيل على العلم وأهله

ومنهم من قال : يجب أن يرفع أمره للعلماء حتى يوقفوه عند حده

ومنهم من قال : هذا من المحرفة

ومنهم من قال : هذا حاطب ليل

ومنهم من قال : هذا يستخدم طرق أهل البدع في الاستدلال

وقد وعدني بعضهم بأن يناصحوه

لعل الله أن يهديه ويلتزم في العلم طريقة أهل العلم

ويراجع كتبه ويعرضها على العلماء حتى يصححوها له

فهل فعلوا أم لم يفعلوا ؟

ألله أعلم

وأما أنا فقد ظللت في صمتي وحيرتي فترة طويلةً من الزمن

أتلمس أخبار الرجل : لعله يرعوي

حتى كدت أن أيأس

ولكنّ أحد أصحابي من عاصمة بلاد التوحيد

قد قطع عليّ يأسي .. وأخرجني من صمتي

حيث أسمعني مقطعاً صوتياً للعلامة صالح الفوزان

يقول : أتركوووووووووووووووووووه هذا من المتعالمين !

فقلت : صدق والله الشيخ ونصح
أتركوووووووووووووووه

فقررت من تلك اللحظة

أن أنبه الغافلين .. وأرشد المغترين

وما أكثرهم

ولكني قلت في نفسي : سأسترشد بآراء مشايخي

حتى لا أسلك مسلكاً يقود إلى شر وفتنة

فاجتمعت كلمة الأغلبية منهم على تأييدي

فكتب الرجل لا تزال تنشر .. ودروسه قائمة !

والمغترين به لا يعلمون من حقيقة أمره شيء

وهو أصغر من أن يسبب التحذير منه فتنة !!

فمن أراد أن يعرف الحقيقة التي عرفتها عن قرب

وأن يقف على العجائب والغرائب التي وقفت عليها

فليتابع المقالات القادمة

ولا يتعجل الحكم على الرجل

ولا على كاتب هذه المقالات

فالحق أحق أن يتبع

اللهم اهد ضال المسلمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

يتبع

السبت، 7 نوفمبر 2009

فتوى اللجنة الدائمة في التـحذير من مذهب الإرجاء


فتوى اللجنة الدائمة( في التـحذير من مذهب الإرجاء وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام فيه )
فتوى رقم (21436) وتاريخ 8 / 4 / 1421هـ .


الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده ..وبعد :

فقد اطَّلَعَت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين

المقيدة استفتاءاتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5411) وتاريخ 7/11/1420هـ .

ورقم (1026) وتاريخ 17/2/1421هـ . ورقم (1016) وتاريخ 7/2/1421هـ.

ورقم (1395) وتاريخ 8/3/1421هـ . ورقم (1650) وتاريخ 17/3/1421هـ .

ورقم (1893) وتاريخ 25/3/1421هـ . ورقم (2106) وتاريخ 7/4/1421هـ .

وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها :

( ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف ، وانبرى لترويـجها عدد كثير من الكتَّاب ، يعتمدون

على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام بن تيمية ، مما سبب ارتباكاً عند كثير من الناس في مسمِّى الإيمان ،

حيث يـحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يُخْرِجُوا العمل عن مُسمَّى الإيمان ، ويرون نــجاة من ترك جميع

الأعمال . وذلك مما يُسَهِّل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة ، إذا علموا أن الإيمان متـحقق

لهم ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب . ولا شك أن هذا

المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب ،

وآثاره السيئة ، وبيان الحق المبني على الكتاب والسًُّنَّة ، وتـحقيق النقل عن شيخ الإسلام بن تيمية ،

حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه. وفقكم الله وسدد خطاكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) .


وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي : هذه المقالة المذكورة هي : مقالة المرجئة الذين يُخْرِجُون الأعمال عن

مسمى الإيمان ، ويقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط ، وأما الأعمال

فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط ، وليست منه ، فمن صدَّق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ،

ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ، ويستـحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيراً قط ، ولزم على ذلك

الضلال لوازم باطلة ، منها : حصر الكفر بكفر التكذيب والاستـحلال القلبي .* ولا شك أن هذا قولٌ باطلٌ وضلالٌ مبينٌ

مخالفٌ للكتاب والسنة ، وما عليه أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً ، وأن هذا يفتـح باباً لأهل الشر والفساد ،

للانـحلال من الدين ، وعدم التقيد بالأوامر والنواهي والخوف والخشية من الله سبحانه ، ويعطل جانب الجهاد

في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسوي بين الصالح والطالح ، والمطيع والعاصي ، والمستقيم

على دين الله ، والفاسق المتـحلل من أوامر الدين ونواهيه ، مادام أن أعمالهم هذه لا تخلّ بالإيمان كما يقولون .

ولذلك اهتم أئمة الإسلام - قديماً وحديثاً - ببيان بطلان هذا المذهب ، والرد على أصحابه وجعلوا لهذه المسألة

باباً خاصاً في كتب العقائد ، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة ، كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وغيره .*

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في العقيدة الواسطية : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة :

أن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ،

وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) .

* وقال في كتاب الإيمان : ( ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان ، فتارة يقولون :

هو قول وعمل ، وتارة يقولون : هو قول وعمل ونية ، وتارة يقولون : هو قول وعمل ونية واتباع سنة ،

وتارة يقولون : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ، وكل هذا صحيـح ) .

* وقال رحمه الله : ( والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لمَّا أخرجوا العمل من الإيمان ، ولا ريب أن قولهم

بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية

ولا في العلم ، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة )

* وقال رحمه الله : ( وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم

بإحسان ، واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة ، وهذا طريق أهل البدع ) . انتهى .

* ومن الأدلة على أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان وعلى زيادته ونقصانه بها ، قوله تعالى :


(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا )) [الأنفال 2- 4] .

وقوله تعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *

وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *

فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يـحافِظُونَ )) [ المؤمنون 1- 9] .

وقوله الرسول صلى الله عليه وسلم (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ،

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )) .

* قال شيخ الإسلام - رحمه الله – في كتاب الإيمان أيضاً : ( وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله ،

وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد . وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح ،

وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه . ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب

ومقتضاه ، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له ، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض ُُله ) .

* وقال أيضاً : ( بل كل مَنْ تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان ، علم بالاضطرار أنه مُخالف للرسول ،

ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان ، وأنه لم يكن يـجعل كل من أذنب ذنباً كافراً .

ويعلم أنه لو قُدِّرَ أن قوماً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : نـحن نُؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونُقر

بألسنتنا بالشهادتين ، إلا أنا لا نُطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه ، فلا نصلي ولا نـحج ولا نصدق الحديث

ولا نؤدي الأمانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئاً من الخير الذي أمرت به . ونشرب الخمر وننكح ذوات

المحارم بالزنا الظاهر ، ونقتل مَنْ قدرنا عليه مِنْ أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم ، بل نقتلك أيضاً ونُقاتلك مع أعدائك .

هل كان يتوهم عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان ،

وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ، ويرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار . بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم :

أنتم أكفر الناس بما جئت به ، ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك ) انتهى .


* وقال أيضاً : ( فلفظ الإيمان إذا أُطلق في القرآن والسنة يُراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى

وبلفظ الدين كما تقدم . فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الإيمان بضع وسبعون شعبة ،

أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، فكان كل ما يـحبه الله يدخل في اسم الإيمان .

وكذلك لفظ البر يدخل فيه جميع ذلك إذا أُطلق ، وكذلك لفظ التقوى ، وكذلك الدين أو الإسلام .

وكذلك رُوي أنهم سألوا عن الإيمان ، فأنزل الله هذه الآية :

(( ليس البر أن تولوا وجوهكم )) [ البقرة 177 ] . إلى أن قال :

( والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلا إيمان معه عمل ، لا على إيمان خال عن عمل ) .

فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان ، ومن نقل غير ذلك فهو كاذب عليه .

* وأما ما جاء في الحديث : أن قوماً يدخلون الجنة لم يعملوا خيراً قط ، فليس هو عاماً لكل من ترك العمل

وهو يقدر عليه إنما هو خاص بأولئك لعُذر منعهم من العمل ، أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة ،

وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب .*

هذا واللجنة الدائمة إذ تبيِّن ذلك فإنها تنهى وتـحذر من الجدال في أصول العقيدة ، لما يترتب على ذلك من

المحاذير العظيمة ، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين، المبنية على الكتاب والسنة

وأقوال السلف ، وتـحذر من الرجوع إلى المخالفة لذلك ، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين ،

لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة . وقد اقتـحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد ،

وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلماً إلى أهل السنة والجماعة ، ولبَّسوا بذلك على الناس ، وعززوه عدواناً بالنقل

عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة ، وبمتشابه القول

وعدم رده إلى المُحْكم من كلامهم . وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم

وأن يثوبوا إلى رشدهم ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال ،

واللجنة - أيضاً - تـحذر المسلمين من الاغترار والوقوع في شراك المخالفين لما عليه

جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة .

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ، والفقه في الدين .وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

رئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد

عضو : صالح بن فوزان الفوزان

http://akssa.org/vb/attachment.php?attachmentid=264&d=1250751362

.

الخميس، 5 نوفمبر 2009

حزب المرجئة في البلاد السعودية .. الملامح الفكرية


قامت هذه البلاد السعودية المباركة على دعوة التوحيد التي قام بها الإمامان المباركان :

الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب والإمام المجاهد محمد بن سعود رحمهما الله وجزاهما عنا وعن المسلمين خير الجزاء

وظلت دعوة التوحيد هي الدعوة السائدة في هذه البلاد على مر السنين إلى وقت قريب

حيث وفدت علينا بعض الدعوات الأخرى المنحرفة عن جادة الصواب ،

والتي جاءت إلى هذا البلد لإزاحة دعوة التوحيد منها وقد يستغرب البعض هذا الكلام الصريح

ويقول هل يعقل أن هذه الدعوات الإسلامية ، وهؤلاء الدعاة الذين ساروا في ركابها

يريدون إزاحة دعوة التوحيد من هذه البلاد ؟!!فأقول قد صرح بهذا الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ،

وهو من أعرف الناس بهذه الجماعات وأهدافها

قال -سدده الله وبارك في عمره وعلمه وعمله- في تقدبمه لكتاب حقيقة الدعوة إلى الله تعالى :

"( ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة

على أيدي جماعات تتسمَّى بأسماء مختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ،

وجماعة كذا وكذا وهدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد، وتحل محلَّها .... ) "

ولا غرابة في ذلك فهذه الجماعات الضالة تظن أن دعوتها أفضل وأشمل من دعوة الإمام المجدد رحمه الله

وسبب ذلك أنها ما عرفت أهمية التوحيد والسنة في دين الله عز وجل

ولذا لا تكاد تجد أحداً من دعاة هذه الجماعات يهتم بالدعوة إلى التوحيد والسنة كما ينبغي

بل أكثرهم يزهدون في ذلك ، وينفرون منه !

وذلك لأنهم قد اختطوا لأنفسهم منهجاً معيناً يسيرون عليه ولا يريدون أن يغيروه

ولعل من أخطر هذه الجماعات :

جماعة (الإخوان المسلمون) السياسية

و(جماعة التبليغ) الصوفية

و(الجماعة الحلبية) الإرجائية ، والتي تعد من آخر هذه الجماعات غزواً لهذه البلاد الطيب أهلها

ولذا سأحاول أن أبين بعض ملامح هذه الجماعة الخطيرة بشيء من الإختصار فأقول وبالله التوفيق :

الملامح العامة لفكر هذه الفرقة :

1- الغلو في الرد على التكفيريين إلى حد إغلاق باب التكفير تماماً

2- أنهم يساوون بين جميع المكفرات في شروط التكفير وموانعه ، بل إنهم أتوا إلى تشديد العلماء

في تكفير أهل الأهواء من هذه الأمة وجعلوه في أهل الشرك والردة

3- يعتبرون عباد القبور الموجودين اليوم في البلاد العربية والإسلامية مسلمون ،

وينافحون عنهم ، ويقولون هؤلاء معذورين بالجهل !

4- جعلوا الجماعات الإسلامية وخصوصاً الإخوان المسلمين والتبليغ شغلهم الشاغل ،

وتركوا أهل الشرك والردة وعباد القبور

5- غلوهم الكبير في العلامة المحدث ناصر الدين الألباني ؛

وليس ذلك من أجل ما تميز به الألباني من العناية بالحديث النبوي بل من أجل بعض زلاته التي وافق فيها المرجئة ،

والتي كان بعض أعضائهم سبباً في وقوع الشيخ بها حينما لبسوا عليه ذلك ببعض ما قرأوه عليه من بحوثهم ،

التي جمعوا فيها ما بتروه وحرفوه من نقولات عن السلف !

6- أنهم في الغالب وراقين ، يجمعون من الكتب الأخرى بطريقة القص واللصق ، ويخرجونها للناس على أنها مؤلفات قيمة

7- لهم عناية كبيرة جداً بجمع المتشابه من كلام العلماء مما يظنون أنه يؤيد فكرهم ومنهجهم الفاسد ،

وأما كلام العلماء المحكم الذي يخالف مذهبهم فيرمونه وراء ظهورهم !

8- يتمسحون كثيراً بالسلفية ، ويحاولون أن يظهروا للناس أنهم هم السلفيين

وأن غيرتهم على السلفية أكبر من غيرة كبار العلماء !

9- يغمزون كبار علماء السعودية كثيراً في مجالسهم الخاصة ،

فيتهمونهم بالسكوت عن ابن لادن ، والسكوت عن دعاة الجماعات الحزبية السياسية ونحو ذلك

10- يتهمون علماءنا بأن لهم أخطاء في العقيدة ،

وهذا يظهر منهم كثيراً عندما يقال لهم إن الشيخ الألباني رحمه الله لديه أخطاء في مسائل الإيمان والتكفير

11- يحاولون إسقاط كل من يحذر من المرجئة ، أو يطعن في قادتهم ، أو ينشر فتاوى اللجنة الدائمة في المرجئة وكتبهم

12- يقولون العمل شرط كمال في الإيمان ، وينافحون عن ذلك ،

ومن لا يقول بذلك تجده يحاول تهوين الخلاف في ذلك ويحاول إبعاد الشباب عن فهم حقيقة هذا القول الفاسد

وموافقته لعقيدة المرجئة !

13- يقولون بصحة إسلام تارك جنس العمل ، ومن لا يقول بذلك منهم فإنه يسعى لإماتة هذه المسألة

إما بتفسيرها بغير تفسير السلف لها ، أو بالدعوة إلى ترك الكلام فيها

14- لهم الكثير من المؤلفات السيئة ، وقد حذرت اللجنة الدائمة للإفتاء من بعضها ،

ولعل الله أن يوفق العلماء للتحذير من بقية مؤلفات هولاء الجهلة

15- يتفننون في الرد على مخالفيهم ، ويسكتون عن أخطاء بعضهم حتى ولو كانت أخطاءً عقدية !!

هذه بعض ملامح هذه الفرقة السيئة التي بدأت تنتشر عندنا في البلاد السعودية

وهناك الكثير من التفصيلات والأمثلة ، وأسماء قادتهم داخل البلاد وخارجها ،

سنبينها لاحقاً إن شاء الله

كما سنبين أخطر قادتهم وهو الموجود في الرياض ، يحيك لهم الخطط ،

ويعد لهم الاجتماعات السرية والترتيبات التنظيمية

وكذلك سنذكر أقوال العلماء فيهم وفي تنظيمهم السري !

أسأل الله أن ييسر ذلك والله المستعان وعليه التكلان .

.

كيف ظهر حزب المرجئة في البلاد السعودية


ظهر حزب المرجئة في البلاد السعودية نتيجة ردة فعل لظهور الخوارج أهل التكفير والتفجير

وهؤلاء المرجئة – للأسف- غالبهم من المعجبين بالمحدث العلامة ناصر الدين الألباني ،

ومن شدة إعجابهم به ، أصبحوا لا يعرفون العلم والدين إلا من طريقه ،

وحيث أنهم مجرد (صحفيين) يأخذون العلم من بطون الكتب لا من صدور الرجال ،

فقد أكبوا على كتب الشيخ الألباني ، و أكبوا على أشرطته التي هي في الغالب مجالس عامة

كان يجلسها الشيخ مع من يزوره من أحبابه في أوقات راحته ، أو أوقات أكله وشربه ،

أي أنها لم تكن في الغالب مجالساً علمية بحته ، كما أنها لم تكن مجالساً لشرح الكتب التأصيلية ،

وتدريس فنون العلم الشرعي

هذه المجالس التي كان بعضهم يحضرها مباشرة ، وبعضهم يكب على سماعها ،

لا يمكن أن يتخرج عليها طلاب علم مؤصلين ، وإنما يتخرج عليها ( متعالمون ) يتشبهون بأهل العلم ،

ويحفظون كثيراً من المعلومات في العلوم الشرعية ولكن لا يملكون التأصيل الشرعي الصحيح ،

وليس لديهم ملكة فقهية صحيحة ! هؤلاء المتعالمون لدى أكثرهم جلد كبير على البحث

والتنقيب في بطون الكتب ، ولكن ليست لديهم الملكة العلمية ، وليست لديهم الأصول الضرورية

لفهم كلام أهل العلم ، ولذا تكثر لديهم الشذوذات ، ويتعلقون كثيراً بالمشتبهات

ولما ظهر قرن الخوارج في هذا العصر ، وأعلنوا التكفير ، وقاموا بالقتل والتفجير ،

تصدى لهم أهل العلم ، وبينوا فساد منهجهم ، وضلال فكرهم ، وبينوا بطلان ما يتمسكون به

من شبه التكفير بغير حق .

لما حدث ذلك ، أراد هؤلاء المتعالمين المنتسبين للشيخ الألباني ، أن يشاركوا أهل العلم في واجبهم ،

وأن يدلوا بدلوهم في كشف زيف هذا الفكر التكفيري الضال ، فهرعوا لكتب وأشرطة الشيخ الألباني ،

وأخذوا يقصون منها ويلصقون ، ثم أرادوا أن يتكثروا بأسماء علماء آخرين ،

فبحثوا في أقوال ابن تيمية وغيره من العلماء ، واقتطعوا منها ما يظنون أنه يوافق مذهبهم في التكفير ،

فخرجوا منها بنتائج كانوا يظنون أنها نتائج عظيمة ، وأنهم بها سيستطيعون إغلاق باب التكفير نهائياً ،

وإسقاط الخوارج المارقين !

والحقيقة أن نتائجهم تلك لم تكن سوى ( فكر المرجئة ) القديم ، ولكن بلباس جديد ،

وتحت شعار جديد هو : المنهج السلفي وطاعة ولاة الأمور !

هذا الفكر الإرجائي الذي نشأ في الأردن عند من يتسمون كذباً بـ (طلاب الألباني) تسلل إلى بلادنا السعودية ،

حيث نقله لنا بعض شبابنا الذين كانوا يترددون على الشيخ الألباني ،

حيث تعرفوا هناك على الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي الذي استطاع أن يوثق علاقته بهم ،

ثم استطاع أن يغذيهم بفكره الإرجائي على أنه منهج السلف الصالح !

ومع مرور الوقت ، وانشغال العلماء بفتنة الخوارج زاد عدد هؤلاء المتأثرين بهذا الفكر الإرجائي ،

ونشط أصحابه في نشر فكرهم ، عن طريق نشر مؤلفاتهم المكتوبة وأشرطتهم المسموعة ،

وعن طريق اللقاءات الشبابية في الاستراحات ، بل وعن طريق بعض مكاتب الدعوة التي تولى إدارتها

بعض أعضائهم ، أو من كان يحسن الظن بهم !

كانت الأمور تسير في صالحهم تماماً إلى وقت قريب ، وكان مكرهم قد انطلى على الجميع ،

فالعلماء الكبار ، ومن تبعهم من الشباب السلفيين ظنوا أن هؤلاء من إخوانهم السلفيين ،

وكانوا يشكرون لهم دفاعهم عن هذه البلاد المباركة ،

ويشكرون لهم بيان خطأ وخطورة الجماعات المخالفة للمنهج السلفي.

وأما أتباع الجماعات الحزبية ، فقد ألحقوا هؤلاء المرجئة بأحد العلماء الأفاضل

وهو الشيخ محمد أمان الجامي فسموهم (كما يسمون غيرهم من أتباع المنهج السلفي) بالجامية ،

وما كان الشيخ الجامي مرجئاً ، بل كان على العقيدة السلفية في الإيمان ،

وما كان يرضى التعصب للألباني ولا لغيره ، بل كان يرد وبشدة على شذوذات الألباني وأخطائه ،

وكان يردد عبارته الشهيرة : (الألباني حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه )

ثم تنبه كبار العلماء لهذه الفرقة الخطيرة التي بدأت تنشر الإرجاء في السعودية ،

فحذروا منها ، وبينوا من هو قائدها ، وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء العديد من الفتاوى ،

تحذر من الإرجاء ، وتحذر من بعض كتب تلك الفرقة التي تحمل فكر الإرجاء

وفي هذه المدونة المباركة سنحاول أن نبين حقيقة هذه الفرقة الإرجائية الخطيرة ،

ونفضح مخططاتها وقادتها ، وبعض مولفاتها

أسأل الله العون والتسديد

أخوكم فتى سبيع

.